تحت رعاية الأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح، وبحضور معالي الدكتورة خيرية رصاص، مستشارة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمدالله، وبتمثيل عالي المستوى فلسطينياً وعالمياً، أطلقت جامعة النجاح الوطنية وبتنظيم من قسم الفيزياء في كلية العلوم وبالتعاون مع جامعة باريس 11، يوم الأحد الموافق 12/11/2017، فعاليات المدرسة الشتوية لفيزياء الطاقة العالية في فلسطين (WISHEPP) في نسختها الثانية بحفل افتتاح أُقيم في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد.


وحضر حفل الإفتتاح معالي الدكتورة خيرية رصاص، مستشارة رئيس الوزراء، ومعالي الأستاذ الدكتور علام موسى، وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية، ونوّاب رئيس الجامعة ومساعدوه، والدكتور رائد الكوني، عميد كلية العلوم، والأستاذ الدكتور سامي جبر، عضو المجلس الإستشاري للمدرسة، والبروفيسور رولف هيور، الرئيس السابق ل CERN ورئيس الجمعية الفيزيائية الألمانية، والبروفيسور أكيلي ستوكي، رئيس مختبر LAL وعضو مؤسس للمدرسة الشتوية، والدكتور أحمد بصلات، رئيس المدرسة الشتوية وعضو هيئة التدريس في قسم الفيزياء في جامعة النجاح، والدكتور معن اشتيوي، رئيس قسم الفيزياء في الجامعة، وعدد كبير من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية في الجامعة وعدد من الشخصيات الإعتبارية وطلبة الجامعة من المهتمين، بالإضافة إلى العلماء العالميين المشاركين في المدرسة الشتوية.

وتوّلى عرافة الحفل الدكتورة هديل أبو الرب، عضو هيئة التدريس في قسم الفيزياء وعضو مؤسس للمدرسة الشتوية.

وتأتي فكرة تنظيم مدرسة شتوية للفيزياء من الدكتور أحمد بصلات، عضو هيئة التدريس في قسم الفيزياء وأحد خريجي جامعتي النجاح وباريس 11، الذي عمل على هذه الفكرة منذ عامين تقريباً وبالتعاون مع البروفيسور Achille Stocchi، مدير مختبر لأبحاث فيزياء الطاقة العالية LAL  في جامعة باريس 11، حيث تم تنظيم النسخة الأولى من المدرسة الشتوية العام الماضي في جامعة النجاح الوطنية ولاقت نجاحاً كبيراً على مستوى الجامعة والمجتمع الفلسطيني.

وشارك في تنظيم المدرسة الشتوية إلى جانب جامعتي النجاح الوطنية وباريس 11، معهد مركز SESAME للأبحاث في الأردن، وسيرن، وcnrs، وauf، وجمعية سابا، وبلدية نابلس وبلدية عنبتا وبدعم مالي من القنصلية الفرنسية ومؤسسة راية..

وافتتح الحفل الدكتور بصلات، ثم تحدّث الأستاذ الدكتور سامي جبر، بإسم المدرسة الشتوية، الذي رحّب بدوره بالحضور، شاكراً جميع من ساهم في الإعداد والتنظيم للمدرسة الشتوية في نسختها الثانية، موّضحاً وبشكل تفصيلي أهمية عقد مدرسة شتوية للفيزياء في جامعة النجاح الوطنية، مُشيراً إلى أن الفيزياء العالية تدخل في كل مكونات الحياة ومجالاتها وتواكب التطور الحاصل في مجال الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومتطرقاً إلى أهم الإكتشافات التي تم التوصل إليها مؤخراً في مجال الطاقة العالية، ومتناولاً أهم المشاكل الموجودة والتي بحاجة لأبحاث علمية في هذا المجال، مؤكداً أن عقد هذه المدرسة بشكل سنوي في جامعة النجاح سيساهم وبشكل كبير بالخروج بحلول لتلك المشاكل خصوصاً أن هذه الفعالية تجمع نخبة من المتخصصين في مجال الفيزياء من حول العالم.

وفي كلمته رحّب الأستاذ الدكتور النتشة بالحضور، شاكراً جميع من ساهم في تنظيم المدرسة الشتوية الثانية وخصوصاً العلماء الذين تكبدّوا عناء السفر وقطعوا المسافات للمشاركة في المدرسة، مُشيراً إلى أن هذه الفعالية ما هي إلا دليل على حرص الجامعة في دعم الأنشطة الأكاديمية والبحثية في مختلف التخصصات.

كما أكد الأستاذ الدكتور النتشة على أن كلية العلوم هي واحدة من الكليات الرئيسية والرائدة في جامعة النجاح ولها سمعة اكاديمية وبحثية مرموقة على المستوى العالمي لما تتمتع به من طاقم تدريسي متميز ببحثه العلمي حتى باتت الكلية الاولى في الجامعة من حيث الأنشطة البحثية، مشيداً بالوقت ذاته بقسم الفيزياء في الكلية لبذله جهوداً حثيثة في إقامة علاقات مع مراكز بحثية مرموقة كما هو الحال مع المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية ((CERN ومختبر سيزمي في الأردن وجامعة باريس 11 في فرنسا، مؤكداً أن المدرسة الشتوية هي مثال يُحتذى به في التعبير عن مدى اهتمام قسم الفيزياء بإطلاع طلبته على الخبرات والمهارات الجديدة وأية تطورات في هذا المجال.

واختتم الأستاذ الدكتور النتشة كلمته بتقديم الشكر للمنظمين والداعمين والرعاة للمدرسية الشتوية متمنياً النجاح والتوفيق في مختلف فعاليات المدرسة.

وفي كلمتها قالت الدكتورة رصاص "بكثير من السعادة والفخر، أُشارككم اليوم ممثلة عن دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، إطلاق المدرسة الشتوية لفيزياء الطاقة العالية، ويُشرفني أن ألتقي بهذه النخبة المؤثرة من الأساتذة والخبراء والعلماء من فلسطين وخارجها في رحاب جامعة النجاح، تُشكل المدرسة الشتوية، التي تحمل كما في العام الماضي أجندة تزدحم بالمناقشات والمحاضرات العلمية، تظاهرةً ترفدنا بالأدوات التي بها ننهض بمعارف وعلوم طالباتنا وطلابنا، لقد كانت هذه المدرسة الأولى من نوعها في فلسطين وأسست لنا شراكات متينة ومتنامية حول العالم".

كما أضافت الدكتورة رصاص: "إن الحكومة وإذ تحشد الطاقات والإمكانيات لبناء أُسس دولتنا وتطوير مؤسساتها وتعظيم قدراتها الذاتية، وتوسيع حضورها في النظام الدولي، فإننا نعول على كل جهد وفعالية تستثمر بالإنسان الفلسطيني وتسمو بقدراته وتشجعه على اللحاق بركب التطورات العلمية المتسارعة"

واختتمت الدكتورة رصاص كلمتها  قائلة "في نهاية كلمتي، أتوجه بكل التحية من ضيوفنا وشركائنا في المدرسة الشتوية الثانية لفيزياء الطاقة العالية ولجنتها التحضيرية ومجلسها الإستشاري وهيئتها التدريسية، أشكركم جميعاً على الخبرات والجهود التي راكمتموها لنطلق نسختها الثانية وبإضافة نوعية هذا العام، كلي ثقة بقدرتكم على الإرتقاء بمخرجاتها وتطوير فعالياتها وأهدافها".

وبدوره رحّب الأستاذ الدكتور موسى بمعالي الدكتورة رصاص وبالأستاذ الدكتور النتشة وبالمؤسسات الرسمية وبطلبة المدارس وبالحضور الكريم، شاكراً القائمين على هذه المبادرة والعاملين على نجاحها، مؤكداً على أن علوم الفيزياء هي أمهات العلوم فهي مرتبطة بكافة العلوم الأخرى بالإضافة لعلوم الطب والهندسة وتطور التكنولوجيا المرتبط أيضاً بعلوم الفيزياء.

كما نّوّه الأستاذ الدكتور موسى إلى أن أهمية هذه المدرسة الشتوية تكمن في كونها تأتي في وقت يشهد عزوف الكثير من الطلبة عن دراسة علم الفيزياء لأسباب تتعلق بالنظرية النمطية بأن هذا العلم معقد، مشيراً إلى مدى صلة هذا العلم بالواقع المُعاش، ومؤكداً على ضرورة إشراك طلبة المدارس في هذه المدرسة بحكم كونهم الجيل القادم الواعي، وعلى ضرورة تبني سمة التعاون بين الباحثين ومراكز البحث العلمي في المؤسسات المحلية بالشراكة مع المعاهد والمؤسسات الدولية في مجال العلوم عامة وفي مجال الفيزياء خاصة لما في هذا التعاون من أهمية لتطوير البحث العلمي في فلسطين، ومؤكداً أيضاً على ضرورة توفير المختبرات وتطويرها وتعزيز التعاون لنقل الأجهزة من أوروبا إلى هنا وتحديث أساليب وأدوات التدريس.

من جانبه قدّم البروفيسور هيور عرضاً تقديمياً عن علوم فيزياء الطاقة العالية ومجالاتها تضمن العديد من المحاور من أهمها: مهمة سيرن، تأسيس سيرن الذي انطلق عام 1954 في 12 دولة أوروبية ليتواجد الآن في قرابة ال22 دولة حول العالم.

كما شمل العرض التقديم الحديث عن الفيزياء ومجالاته حول العالم.

وبدوره قدّم الدكتور بصلات عرضاً تقديميا شاملاً يتضمن الحديث عن  فكرة المدرسة التي بدأت منذ عامين وتحديداً في مكتب مدير مركز LAL  في فرنسا، لتصبح الفكرة واقعاً، مستعرضاً أهم ما حققته المدرسة الشتوية في نسختها الأولى وخصوصاً المنح التي قدمتها لعدد من طلبة قسم الفيزياء وأهم ما تضمنته من أنشطة وفعاليات.

وستتضمن المدرسة الشتوية لهذا العام العديد من الأنشطة النوعية وستشهد مشاركة مدارس من القدس وطلبة جامعات من قطاع غزة، ومن أهم أنشطة وفعاليات المدرسة لهذا العام: محاضرات يقدّمها أساتذة متخصصين في مجالات فيزيائية متعددة وخاصة الفيزياء النووية والطاقة العالية وفيزياء المسارعات وتستهدف طلبة قسم الفيزياء بشكل خاص وطلبة الكليات العلمية بشكل عام، وندوة متخصصة في آخر الإستكشافات العلمية في مواضيع الفيزياء ومواضيع العلوم المختلفة وتستهدف طلبة وأساتذة الجامعة من مختلف الكليات والتخصصات، وندوات أخرى متخصصة ومبسطة في مجال الفيزياء والعلوم الطبيعية مثل اكتشاف موجات الجاذبية وتستهدف طلبة مدارس محافظات الشمال والقدس وبالأخص طلبة الثانوية العامة من الفرع العلمي، وتهدف إلى تحفيز القدرات لدى الطلبة والتي يمكن تقديمها عند الإلتحاق ببرامج الجامعة الأكاديمية الخاصة بكلية العلوم، وفعالية اجتماعية عامّة ستقام في بلدة عنبتا وبالتعاون مع بلدية عنبتا وستستهدف أهالي الطلبة ومختلف المؤسسات الوطنية والأهلية، حيث ستتضمن الفعالية العديد من الفقرات الترفيهية والثقافية المتنوعة خصوصاً في مواضيع الفيزياء الشيّقة.

كما عرّف الدكتور بصلات بالمجلس الإستشاري للمدرسة الشتوية، وأهم المتحدثين الذين يعتبرون من أهم الشخصيات على مستوى العالم في مجال فيزياء الطاقة العالية.

وفي كلمة له عبرّ البروفيسور ستوكي، مدير مركز LAL والمحاضر في جامعة باريس 11، عن سعادته بالتواجد في جامعة النجاح الوطنية وفلسطين مرة أخرى ، متحدثاً عن فكرة المدرسة التي جاءت منه ومن الدكتور بصلات، مؤكداً أنه ورفقة المحاضرين المشاركين في المدرسة، جاؤوا لينقلوا ما لديهم من معرفة وشغف وحب للفيزياء، متمنياً نجاح المدرسة في نسختها الثانية في تحقيق أهدافها والفائدة المرجوة منها، كما حصل في النسخة الأولى للمدرسة.

وفي نهاية حفل الإفتتاح قام الأستاذ الدكتور النتشة رفقة الدكتور بصلات والدكتور الكوني بتكريم معالي الدكتورة رصاص ومعالي الدكتور موسى والمشاركين في المدرسة الشتوية من العلماء الأجانب وممثلي المؤسسات والشركات الراعية للمدرسة.

يُذكر أن فعاليات المدرسة الشتوية قد إنطلقت بعد حفل الإفتتاح مباشرة وستستمر حتى يوم الخميس الموافق 16/11/2016.


عدد القراءات: 206