في الطموح نتذوق طعم الحياة، ومعه يكبر التحدي، مع كل هدف عمل، ومع العمل نجد النجاح، لكن النجاح لا يكفي للبعض، بل لا يروي ذلك الطموح إلا التميز والإبداع.

في جامعتها الأم إنطلقت رحلتها نحو ذلك التميز ففيها بدأت طالبة بكالوريوس وعلى مقاعدها أكملت الماجستير وبين أروقتها ستكمل الدكتوراه.

بقلم: محمد جودالله – دائرة العلاقات العامة

الطالبة غدير "محمد معين" نمر الحنبلي، تخرجت منذ فترة قصيرة كأولى على كلية الدراسات العليا في تخصص ماجستير الكيمياء وبمعدل 4 من 4 لتسطر بذلك سطراً جديداً في كتاب التميز الذي بدأته منذ الصغر.

غدير ابنة ال23 عاماً إلتحقت عام 2010 ببرنامج بكالوريوس الكيمياء التطبيقية في جامعة النجاح، مفضلة هذا التخصص عن أي تخصص آخر رغم تفوقها في الثانوية العامّة وحصولها على معدل 96.2 عن الفرع العلمي.

تخرجت من البكالوريوس بمعدل تراكمي 3.78 وكأولى على قسم الكيمياء وبطموح إكمال مسيرتها التعليمية وفي جامعتها الأم جامعة النجاح الوطنية.

ولأن جامعة النجاح وفية لأبنائها المميزين وحاضنة لكل مبدع، إختارت الجامعة غدير للعمل كمساعدة بحث وتدريس (بمنحة البحث والتدريس الخاصة في الجامعة).

كما التحقت غدير في ذات الفترة ببرنامج ماجستير الكيمياء في كلية الدراسات العليا في الجامعة، لتخطو بذلك خطوة جديدة في طريق طموحها.

تميّزها في برنامج الماجستير وتفوقها على باقي أقرانها جعلها تحصل على منحة MEDRC المقدّمة من مركز الشرق الأوسط لأبحاث التحلية وبالتعاون مع سلطة المياه الفلسطينية.

حملت رسالة الماجستير التي قدّمتها غدير عنوان "تحضير البايرول أمين المثبت على سطوح السيليكون كممتص لإزالة أيونات الكروم السداسي من الماء"، كما حملت الرسالة تميّزاً جعل من صاحبتها نموذجاً للطالبة المجتهدة لمدرسيها ومشرفيها في برنامج الماجستير الذي تخرجت منه بمعدل تراكمي كامل وكأولى على كلية الدراسات العليا في تخصص الكيمياء.

المشاركة في أوراق بحثية..إنجاز لطالبة في مرحلة الماجستير

تعتبر الأوراق البحثية أهم ما ينتجه الباحث على المستوى العلمي، بل إنها تلعب دوراً مهماً في تميز الباحثين عن بعضهم، وقد يقضي العديد من المدرسين سواءً من حملت الماجستير أو الدكتوراه أعواماً دون أن يكون لهم مشاركة في أي ورقة بحثية.

غدير استطاعت وفي فترة قصيرة خلال دراستها للماجستير أن تشارك في نشر أربع أوراق بحثية بالتعاون مع الأستاذ الدكتور شحدة جودة (أحد مشرفيها في رسالة الماجستير)، حيث تناولت الأوراق البحثية عدّة مواضيع مثل التآكل وتنقية المياه.

مرض الوالدة وساعات من الدراسة في المستشفى..

أثناء دراستها للماجستير، تعرضت والدة غدير لوعكة صحية جعلتها ترقد في المستشفى لعدّة أشهر، في تلك الفترة كان يتوجب على غدير أن تلازم والدتها في المستشفى مما اضطرها أن تقضي ساعات تدرس وتكتب الأبحاث إلى جانب سرير والدتها في المستشفى.

 ما حملته غدير من مسؤوليات تجاه والدها وأشقائها في البيت ووالدتها المريضة في المستشفى كلها شكلت تحديات لطموح فتاة أبت إلا أن تكون مميزة.

وفي هذا السياق تقول غدير " مرض والدتي شكل تحدي صعب لي، ممرت بحالة نفسية صعبة، ولكني لم أكن لأرضى أن أحصل على معدل تراكمي غير كامل، رافقت والدتي ودرست لساعات إلى جانب سريرها في المستشفى".

الحياة الإجتماعية من أسرار التميز..

ترى غدير أن دعم عائلتها المتواصل لها كان من أهم أسباب نجاحها، فوالداها الغير متعلمين حرصا كل الحرص أن تكمل مسيرتها التعليمية، كما أن شقيقها الأكبر والذي كان يدرس في تلك الفترة في الكلية العسكرية في روسيا كان ورغم بعده أكبر داعم لها لاستكمال الطريق وتحقيق طموحها.

غدير وأثناء دراستها التقت بشريك حياتها معتصم الذي شكل هو الآخر مصدر دعم دائم لها لإكمال المشوار، شريكها في العمل والدراسة بات شريكها في الحياة.

آراء مدرسيها..

يقول الأستاذ الدكتور شحدة جودة، عضو هيئة التدريس في قسم الكيمياء وأحد مشرفي غدير في رسالة الماجستير "غدير طالبة مميزة بحق، تجعلك تدرك إختلافها وتميزها عن باقي الطلبة، بالعادة يأتي الطالب بالمعلومات ويطلب منك أن تساعده في التجارب والنتائج، غدير كانت تحضر لي المعلومات والنتائج جاهزة، من بين كل من درستهم كانت أقل طالبة أبذل معها وقت ومجهود وفي المقابل كانت الأنجح من بينهم، هي طالبة مميزة فعلاً".

كما يقول الأستاذ الدكتور إسماعيل الورّاد، عضو هيئة التدريس في قسم الكيمياء والمشرف الآخر على غدير في رسالة الماجستير "درّست غدير في البكالوريوس والماجستير وحالياً أدرّسها في الدكتوراه، وفي كل مرّة أدرسها تترك بصمة في المساق الذي تدرسه، ما يميزها أنها نشيطة ومنظمة، أتوقع أن يكون لها مستقبل كبير".

نصائحها لزملائها الطلبة..

أما نصائحها لزملائها الطلبة فتقول غدير "إختار التخصص الذي ترغب فيه، التخصص الذي تجد فيه نفسك، الإخلاص والدراسة طريق النجاح فأخلص لما تقوم فيه ستنجح وتبدع، وضع لنفسك هدفاً تسير عليه".

شكر وتقدير..

حرصت غدير عند كتابة التقرير الصحفي عنها أن تقدم شكرها وتقديرها لكل من ساعدها وألا ينشر التقرير إلا وفيه الشكر حيث قالت "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، وبهذه المناسبة تتقدم غدير بالشكر لكل من ساعدها على تحقيق النجاح وبالأخص إدارة جامعة النجاح الوطنية التي لطالما تبنت طلبتها المميزين، كما تتقدم بالشكر لأساتذتها الذين درسوها في برنامجي البكالوريوس والماجستير والذين لطالموا شكلوا مصدر دعم لها وبالأخص الأستاذ الدكتور شحدة جودة، والأستاذ الدكتور إسماعيل وراد، والدكتور محمد سليمان، عميد كلية الدراسات العليا، والأستاذ عمير النابلسي، مشرف مختبرات الكيمياء في الجامعة وكل طاقم مشرفي المختبرات في قسم الكيمياء.

المستقبل..

لأن الطموح حدوده السماء، لن يتوقف طموحها عند هذا الحد، غدير إلتحقت مؤخراً ببرنامج الدكتوراة في الكيمياء، أحد برامج الدكتوراة التي تقدمها جامعة النجاح الوطنية، ورغم المنح المقدمة لها من الخارج، أبت غدير إلا أن تكمل مسيرتها التعليمية في جامعتها الأم، كما تطمح غدير لإكمال مشوارها البحثي الذي بدأته وهي طالبة في الماجستير، وتعمل حالياً كأستاذة غير متفرغة في مختبرات الكيمياء في جامعة النجاح الوطنية.


عدد القراءات: 39