أطلق قسم الفيزياء في كلية العلوم وبالتعاون مع جامعة باريس 11 ومركز المسارع الطولي في فرنسا، فعاليات المدرسة الشتوية الرابعة لفيزياء الطاقة العالية في فلسطين والتي ترعاها القنصلية الفرنسية العامة في القدس والمركز الأوروبي للأبحاث النووية CERN. تهدف المدرسة المذكورة الى التعريف بعلم الفيزياء وحث طلبة المدارس على الالتحاق بقسم الفيزياء في جامعة النجاح الوطنية، وستستمر فعاليات المدرسة أسبوعاً كاملاً وستتضمن أنشطة علمية وترفيهية لطلبة الفيزياء في الجامعات الفلسطينية عموماً وطلبة المدارس بشكل خاص.


يتم تنظيم فعاليات المدرسة الشتوية لفيزياء الطاقة العالية في فلسطين للعام الرابع على التوالي، حيث انطلقت كفكرة للدكتور أحمد بصلات، عضو هيئة التدريس في قسم الفيزياء وأحد خريجي جامعتي النجاح وباريس 11، والذي عمل على الفكرة بالتعاون مع البروفيسور أكيلي ستوكي، مدير مختبر المسارع الطولي في جامعة باريس 11، وتم تنظيم النسخ الثلاثة السابقة من المدرسة الشتوية في جامعة النجاح الوطنية ولاقت نجاحاً كبيراً على مستوى الجامعة والمجتمع الفلسطيني.

ستتضمن المدرسة الشتوية لهذا العام العديد من الأنشطة النوعية، ومن أهم أنشطة وفعاليات المدرسة لهذا العام: تقديم محاضرات لأساتذة متخصصين في مجالات فيزيائية متعددة، وخاصة الفيزياء النووية، والطاقة العالية، وفيزياء المسارعات، وتستهدف هذه المحاضرات طلبة قسم الفيزياء بشكل خاص، وطلبة الكليات العلمية بشكل عام، وتقديم ندوة متخصصة حول آخر الإستكشافات العلمية في مواضيع الفيزياء، ومواضيع العلوم المختلفة، والتي تستهدف طلبة وأساتذة الجامعة من مختلف الكليات والتخصصات، وتقديم ندوات أخرى متخصصة ومبسطة في مجال الفيزياء والعلوم الطبيعية مثل اكتشاف موجات الجاذبية، والتي تستهدف طلبة مدارس محافظات الشمال وبالأخص طلبة الثانوية العامة من الفرع العلمي، والتي تهدف إلى تحفيز القدرات لدى الطلبة والتي يمكن تقديمها عند الإلتحاق بكلية العلوم، وتنظيم فعالية اجتماعية عامّة ستقام خارج أسوار الجامعة، وستستهدف أهالي الطلبة ومختلف المؤسسات الوطنية والأهلية، حيث ستتضمن الفعالية العديد من الفقرات الترفيهية والثقافية المتنوعة خصوصاً في مواضيع الفيزياء الشيّقة.

وحضر حفل الإفتتاح الأستاذ الدكتور ماهر النتشة، رئيس جامعة النجاح الوطنية، والدكتورة خيرية رصاص، نائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية والخارجية، والمهندس عدنان سمارة، رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز ناقلاً تحيات السيد الرئيس محمود عباس للحضور، والدكتور ايهاب قبج، ممثلاً لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، والبروفيسور أكيلي ستوكي ، رئيس مختبر المسارع الطولي العضو المؤسس للمدرسة الشتوية، والدكتور أحمد بصلات، رئيس المدرسة الشتوية وعضو هيئة التدريس في قسم الفيزياء في الجامعة، وممثلون عن الممثلية السويسرية، وعدد كبير من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية في الجامعة وعدد من الشخصيات الإعتبارية وطلبة الجامعة والمدارس من المهتمين، بالإضافة إلى العلماء العالميين المشاركين في المدرسة الشتوية.

وافتُتح حفل الإطلاق بكلمة للأستاذ الدكتور النتشة، أكد فيها على أن المدرسة الشتوية لفيزياء الطاقة العالية هي إحدى التجارب الناجحة التي بادر إليها جيل الشباب في الجامعة بهدف تغيير الصورة النمطية للتعليم وادخال أساليب خلّاقة جديدة، مشيراً إلى أن مشاركة الباحثين الدوليين في المدرسة دليل على التعاون الأكاديمي الدولي مع الجامعة وقسم الفيزياء فيها، مؤكداً في الوقت ذاته على حرص الجامعة على الانفتاح على العالم الخارجي خاصة في المجالات العلمية.

وتحدثت الدكتورة رصاص عن المدرسة الشتوية التي باتت تشكل جزءاً ثابتاً وأساسياً من أجندة جامعة النجاح، والتي تزدحم بأنشطة ومحاضرات علمية تبرهن على جهود الجامعة والقائمين عليها لإطلاق فلسطين وطلبتها إلى المزيد من فضاءات الإبداع والتميّز واللحاق بركب التطورات العلمية والعملية في العالم، منوهةً إلى بداية إنطلاق المدرسة الشتوية في نسختها الأولى بتعاون الجامعة وقسم الفيزياء فيها وما حققته طيلة نسخها الماضية من مخرجات ناجحة خصوصاً في مجال تقديم المنح الطلابية لطلبة قسم الفيزياء والأقسام الأخرى لبرامج البكالوريوس والدكتوراه والماجستير.

وفي كلمة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أشار الدكتور القبج إلى أن المدرسة الشتوية تشكل علاقة تكاملية بين التعليم العام والتعليم العالي، مؤكداً على دعم وزارة التعليم العالي لمثل هذه الفعاليات التكاملية، مشيراً إلى أن مجال العلوم هو أساس تقييم الطالب المتميز، معتبراً تقدم أي مجتمع يأتي من تقدم العلوم والتكنولوجيا في الدولة، متمنياً مخرجات عالية المستوى في هذه النسخة للمدرسة الشتوية.

من جانبه تحدّث الدكتور سمارة عن أن مثل هذه المدرسة تعكس الإبداع الفلسطيني في المجال العلمي، منوهاً إلى أنها رسالة للعالم بأن فلسطين تبني مؤسسات علمية عريقة، مرحباً بمبادرة من هذا النوع، وموجهاً رسالة للطلبة المشاركين في المدرسة بأن المجلس الأعلى للإبداع على استعداد لرعاية الأفكار الريادية والمشاريع الصغيرة المبدعة، مثنياً على جميع الجهود المبذولة في إنجاح المدرسة الشتوية الرابعة.   

وعرض الدكتور بصلات مشاهد من فيديو قصير تحدّث فيه عن طلبة قسم الفيزياء المبتعثين والحاصلين على منح تم الحصول عليها نتيحة لجهود قسم الفيزياء والمدرسة الشتوية والتي بلغ عددها أكثر من 90 منحة في السنوات الثلاث الماضية، وتمتد الآن إلى أقسام وكليات الجامعة المختلفة، حيث تحدّث الطلبة في الفيديو عن تجربتهم في الابتعاث الى فرنسا وجامعات ومراكز أوروبية أخرى.

كما تضمن الإفتتاح عرضاً تقديمياً قدّمه البروفيسور أكيلي ستوكي، رئيس مختبر المسارع الطولي، تحدث  فيه عن التعاون الكبير بين مختبرات LAL وجامعة النجاح الوطنية والذي أسفر عن سفر عشرات الطلبة الفلسطينيين من جامعة النجاح والجامعات الأخرى الى مختبرات LAL كل سنة لإجراء أبحاث ورسائل ماجستير ودكتوراه، مستعرضاً بالارقام أهم نتائج ومخرجات المدرسة الشتوية الثالثة وما تم البناء عليه لإنجاح المدرسة في نسختها الرابعة.

وفي كلمة عمادة كلية العلوم، أشار الدكتور اشتيوي إلى أن قسم الفيزياء في الكلية قد عمل خلال السنوات الماضية على تعزيز الانفتاح والتواصل والتشبيك مع العالم الخارجي ومع مؤسسات وجامعات عريقة كمركز سيرن وجامعة باريس 11، منوهاً إلى أن الفرصة متاحة لطلبة الجامعة والجامعات الفلسطينية الشريكة لاكتساب المعرفة على أيدي أساتذة دوليين مختصين في مجال الفيزياء من خلال المدرسة الشتوية، وأثنى على جهود مديريات التربية والتعليم وتعاونها مع المدرسة الشتوية طيلة الأعوام الماضية وذلك من خلال إشراك طلبة المدارس ليكونوا جزءاً من فعالياتها.

وتوّلى عرافة حفل افتتاح المدرسة الدكتورة هديل أبو الرب، والدكتورة منى حاج يحيى، عضوتا هيئة التدريس في قسم الفيزياء والعضوتان في لجنة المدرسة الشتوية. وفي نهاية حفل الإطلاق قام الأستاذ الدكتور النتشة  والدكتورة رصاص والدكتور بصلات والدكتور اشتيوي بتكريم المشاركين في المدرسة الشتوية من  الشخصيات الإعتبارية والعلماء الأجانب وممثلي المؤسسات والشركات الراعية للمدرسة.


عدد القراءات: 175